٩/١١/١٤٢٩

بادية سيناء


لقد عرفت القبيلة وهي إحدى وحدات البادية السياسية والاجتماعية منذ زمن بعيد ورغم بعدها عن مواطن المدينة والتحضر مجموعة من النظم والسلوكيات والعادات والتقاليد مما تعارف عليها مجتمعنا وما زالت تحكمه حتى اليوم فقها وقضاء وتشريعا واقتصادا 00 حتى كانت القبيلة وفي مواقعها البعيدة عن المدينة حيث توجد السلطة والنظم والقوانين والى وقت قريب نموذجا صغيرا لإحدى وحدات الدولة .
ومن الطريف أن مجموعة النظم والسلوكيت والعادات والتقاليد التي تحكم مجتمع القبيلة والمستوحاة من العرف السائد فبه كانت وما زالت تعتبر والى يومنا هذا نموذجا فريدا لأحدث ما توصلت اليه حضارة عصرنا فقها وقضاء وتشريعا وتكافلا اجتماعيا الى ما عداها من كل مامن شأنه أن يصل بنا إلى المدينة الفاضلة التي تخيلها ودعا لها الفيلسوف اليوناني " أفلاطون " وما زال يدعو لها ويتمناها كل حاكم ومفكر وفيلسوف .
ولقد غرفت القبيلة أيضا نظام الأمن المستتب رغم عدم وجود الحراس وترك أموالها في تيه الصحراء كالإبل والأغنام ومساكنها المتناثرة والمفتوحة سهلة الاقتحام حيث لم يعرف مجتمعها من حوادث السرقة الا النزر اليسير بينما في المجتمع الحضري ورغم البنايات الخرسانية المحصنة المحكمة الأبواب والنوافذ ورغم أجهزة الأمن الساهرة نرى العديد من حوادث السطو والسرقات .
وهم في القبيلة يحترمون شرف الكلمة فإذا نطق البدوي كلمة في مواجهة آخر كانت بالنسبة له التزاما لايستطيع الفكاك منه مهما تعاقبت السنون وعلى سبيل المثال إذا اقترض رجل البادي مبلغا من المال من آخر قام بالسداد في الموعد المحدد ةنعرف أن ظروف الأمية في مجتمع البادية تحول دون الكتابة.بينما في مجتمع المدينة نرى المدين ينكر حق دائنه الثابت كتابة والممهور بتوقيعه طاعنا فيه بالتزوير في بعض الأحايين امام جهات القضاء إمعانا منه في التسويف والمماطلة .
دكتور / عطوان سليم
المرجع: بادية سيناء